کد مطلب:266728 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:134

الفرق بین الغیبة والظهور فی الانتفاع بوجود الإمام
فإن قیل: هذا تصریح منكم فأنّ ظهور الإمام كاستتاره فی الانتفاع به والخوف منه ونیل المصالح من جهته، وفی ذلك ما تعلمون! [1] .

قلنا: إنّا لا نقول: إنّ ظهوره فی المرافق ـ به ـ والمنافع كاستتاره، وكیف نقول ذلك وفی ظهوره وانبساط یده وقوّة سلطانه، انتفاع الولیّ والعدوّ، والمحّب والمبغض؟! ولیس ینتفع به فی حال الغَیْبة ـ الانتفاع الذی



[ صفحه 83]



أشرنا إلیه ـ إلاّ ولیّه دون عدوّه.

وفی ظهوره وانبساطه ـ أیضاً ـ منافع جمّة لأولیائه وغیرهم؛ لأنّه یحمی بیضتهم، ویسدّ ثغورهم، ویؤمن سبلهم، فیتمكّنون من التجارات والمكاسب والمغانم، ویمنع من ظلم غیرهم لهم، فتتوفّر أموالهم، وتدرّ معایشهم، وتتضاعف مكاسبهم.

غیر إنّ هذه منافع دنیاویّة لا یجب ـ إذا فاتت بالغَیْبة ـ أن یسقط التكلیف معها؛ والمنافع الدینیة الواجبة فی كلّ حال بالإمامة قد بیّنّا أنّها ثابتة مع الغَیْبة، فلا یجب سقوط التكلیف لها.

ولو قلنا ـ وإنْ كان ذلك لیس بواجب ـ: أنّ انتفاعهم به علی سبیل اللطف فی فعل الواجب، والامتناع من القبیح ـ وقد بیّنّا ثبوته فی حال الغَیْبة ـ یكون أقوی فی حال الظهور للكلّ وانبساط الید فی الجمیع، لجازَ:

لأنّ اعتراض ما یفّوت قوّة للطف ـ مع ثبوت أصله ـ لا یمنع من الانتفاع به علی الوجه الذی هو لطف فیه، ولا یوجب سقوط التكلیف.


[1] يعني أنّ هذا يقتضي أن لايكون هناك فرق بين حالتي الغَيْبة والظهور، في أداء الإمام دوره الإلهي، وهو ظاهر التهافت لوضوح الفرق بين الأمرين، مع أنّ هذا يؤدّي إلي بطلان جميع ما تحدّثتم به عن الغَيْبة وعللها ومصالحها وغير ذلك.